مخاوي سهيل
New member
- إنضم
- 22 أغسطس 2004
- المشاركات
- 55
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
- العمر
- 49
المخرج العراقي قاسم حَوَلْ: قد أصوّر فيلم (الحسين) في العراق
حاوره أحمد عبد الكريم: عادت قصة فيلم (الحسين) للظهور بعد ان خبت لسنوات بعد وفاة السيد محمد مهدي شمس الدين الذي تعهد بانتاجه. لكن الفيلم الذي كتب حول السيناريو له وسيقوم باخراجه عاد الامل لظهوره مرة اخرى بعد سقوط نظام صدام حسين حيث سيوفر ذلك فرصة تصويره في مكان الواقعة الاصلي بعد مرواحته سنوات من ولادة فكرة السيناريو.
وكان المخرج قاسم حول يجيب سائليه عن تمسكه بالفيلم طوال هذه السنوات التي قد تكون كفيله بنسيانه بأن فيلم غاندي قد استمر الاعداد له منذ ولادة فكرته سنوات أطول.
ولد المخرج قاسم حول 1940 في ناحية المدينة محافظة البصرة في العراق. بدأ نشاطه الفني من خلال المسرح في سين مبكرة من حياته.
اسس عام 1957 أول فرقة مسرحية في مدينة البصرة وقدم العديد من المسرحيات تأليفا وتمثيلا وإخراجا.
التحق عام 1959 في معهد الفنون الجميلة ودرس الإخراج والتمثيل لمدة خمس سنوات.
خلال فترة دراسته في معهد الفنون قدم من التلفزيون العراقي أعمالا درامية تأليفا وتمثيلا.
بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة عام 1964 أسس شركة أفلام اليوم التي أنتجت فيلم ( الحارس ) الذي كتب قاسم حول قصته ومثل أحد أدواره الرئيسية وأخرج الفيلم خليل شوقي. وقد حاز الفيلم على التانيت الفضي في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس ( في تلك السنة حجب التانيت الذهبي ).
وكانت شركة أفلام اليوم أصدرت مجلة سينمائية تحمل عنوان ( السينما اليوم ) تسلم قاسم حول رئاسة تحريرها.
عام 1967 أسس وعدد من أصدقائه الفنانين فرقة مسرحية هي ( فرقة مسرح اليوم).
فألغت السلطة الديكتاتورية إمتياز مجلة السينما اليوم وشركة أفلام اليوم فأسس قاسم حول شركة ( سنونو فيلم ) لكنها لم تمارس نشاطها حيث غادر قاسم حول بلاده إلى لبنان.
عام 1975 عاد إلى العراق وأخرج فيلما وثائقيا طويلا هو فيلم ( الأهوار ) وفيلما روائيا طويلا هو فيلم ( بيوت في ذلك الزقاق) وعاد إلى لبنان وأنتخب رئيسا لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين، وأصبح عضوا في السكرتارية العامة للرابطة في العالم.
يعتبر أحد مؤسسي تيار السينما العربية البديلة الذي تأسس في دمشق عام 1970 وأحد مؤسسي إتحاد السينمائيين التسجيليين العرب وعضوالأمانة العامة واللجنة التنفيذية للإتحاد.
أختير عضوا في لجنة التحكيم لمهرجان موسكو عام 1983 وعضوا في لجنة تحكيم مهرجان الفيلم العربي في روتردام في هولندا عام 2002 ورئيسا للجنة التحكيم في مهرجان أتيودا في كراكوف في بولونيا عام 2003 وعضوا في لجنة التحكيم في مهرجان السينما العربية في باريس بفرنسا الذي يقيمه المركز الثقافي العربي.
أخرج للسينما أكثر من عشرين فيلما وثائقيا وروائيا، ونالت أفلامه العديد من الجوائز بينها جائزة ذهبية وجائزتين فضيتين.
صدرت له كتب عن السينما ومجموعات قصصية ومسرحيات وقصص سينمائية، وكتبت عنه الكثير من الدراسات في كتب عراقية وعربية وألمانية، وقدمت عن أعماله المسرحية والسينمائية العديد من الأطروحات في معاهد السينما والجامعات.
بمناسبة اقتراب يوم عاشوراء حيث ستدور احداث فيلمه غير المنجز التقته ايلاف وسالته:
* كيف ولدت لديك فكرة فيلم عن الإمام الحسين
- عام 1977 وأنا في لبنان قررت أن أبدأ رحلة البحث سينمائيا عن الإمام الحسين عليه السلام الذي يعيش في وجداني صورة متألقة لرجل مسالم مدهش .. هذا الإنسان العظيم الذي جابه الظلم لم يعرف الحقد، فعندما أصابه من أعدائه أول سهم في رقبته جثا على ركبتيه بعد أن أرهقته الجراح ونزف الدم من خده ورقبته، رفع يديه الكريمتين إلى السماء وقال ( اللهم متعالي المكان، أدعوك محتاجا، وأرغب إليك فقيرا، وأفزع إليك خائفا، وأبكي مكروبا، وأستعين بك ضعيفا، وأتوكل عليك كافيا .. يا أرحم الراحمين) .. كيف حتى الآن لم نر عملا دراميا للسينما عن شخص الإمام الحسين في تلك الملحمة الخالدة في التأريخ الإنساني. قال لي صاحبي في بيروت:
سوف لن يسمحوا لك بتنفيذ الفيلم!
قلت من ؟
قال، العرب!
وفي عام 1995 وعندما إستقرت بي سفينة التطواف حول الموانئ وإستقر بي الحال في هولندا بدأت أكتب في الخطوط العامة لسيناريو الفيلم. وكان لقائي مع الصديق الأستاذ محمد سعيد الطريحي الذي تحمس للفكرة وبدأنا نلتقي حتى صرنا بعد ذلك ثلاثة إذ دعم المشروع الدكتور علي الدباغ وبدأت رحلة البحث في الكتابة فيما صديقاي يجرون الإتصالات مع كافة الجهات التي تدعم المشروع وكان في المقدمة منها المجلس الشيعي الأعلى في لبنان ورئيسه الراحل سماحة الإمام محمد مهدي شمس الدين الذي أصبح الأب الروحي للمشروع. بدات أكتب وأرسل له المعالجة والسيناريو ويبدي ملاحظات دقيقة وحريصة ومتنورة.
* وهل كان الاتصال بالشيخ شمس الدين فقط؟
- بل قابلت شخصيات مرجعية كثيرة متخصصة بفكر الإمام الحسين والأحداث التاريخية للواقعة وفيما إذا كان بالإمكان إظهار شخص الإمام الحسين عليه السلام على الشاشة وبأية صيغة ومن يمثل هذه الشخصية. كثيرون من رجال المرجعية أثاروا إعجابي فهم خزين ثقافي .. ما أن تدخل الديوان حتى ترى جدرانا من المجلدات من الأرض إلى السقف وفي كل ديوان سلم يصعدون عليه لجلب المطبوع وعلى الأرض فرشت المجلدات والمصادر .. أتذكر إني إلتقيت بالعلامة الشيخ محمد الهرندي في قم المقدسة وأول ما بدأ الحديث معي تحدث عن فيلم (سالومي) وذكرني كيف لعبت فيه الممثلة إليزابث تايلر والممثل ريتشارد بيرتون أدوارهما ببراعة .. أنا لا أتذكر الممثلين فقد شاهدت الفيلم في الستينات. وبعد ذلك بدأنا نتناقش حول فيلم تيتانيك حتى عرجنا على فيلم الإمام الحسين عليه السلام .. عقول مدهشة عندما تلتقيها تشعر أنك لا تخاف على الوطن .. فهناك رافد كبير للثقافة .. قوم بسطاء طيبون تعلو وجوههم الإبتسامة السمحة .. رجل دين بتلك العمامة البيضاء ومجلدات التأريخ الإسلامي وهو يناقشك بفيلم سالومي ويتحدث عن أداء اليزابث تايلور وريتشارد بيرتون ثم يعرج بالتفاصيل والتحليل والنقد الواعي لفيلم تيتانك. فكيف تخاف ومم تخاف أن تنتج فيلما عن الحسين إذا كانت مرجعيتك بهذا القدر من الوعي.
* ثمة افلام ومسرحيات تناولت قصة الامام الحسين.. هل سيكون فيلمك مختلفا عن كل ماتم تقديمه عن الماساة الحسينية؟
- ليس كل ما حصل في التاريخ قد تم تدوينه، وليس كل ما دون في التاريخ كان صحيحا.
من هذا المنطلق ينبغي النظر إلى ملحمة الإمام الحسين عليه السلام في تحكيم العقل عند قراءة التاريخ، لأن ثمة عوامل عديدة كانت تلعب دورها في صياغة ذلك التاريخ. ولقد كتبت السيناريو وأمامي ثلاث نقاط هامة:
أولا – هدف ثورة الإمام الحسين عليه السلام وهي الفكرة الأساسية التي يحققها الفلم.
ثانيا – التحليل الاجتماعي لطبيعة المجتمع الإسلامي في تلك الحقبة.
ثالثا – مسألة الحزن والبكاء في هذه الملحمة التراجيدية.
علي هنا كمخرج أن أوازن بين الفكرة الأساسية والحقيقة التاريخية والاجتماعية وبين موضوعة البكاء، سيما وإن أمامي ثلاث فئات من المشاهدين.
المسلم الشيعي . . المسلم السني .. والمشاهد غير المسلم.
المسلم الشيعي يتوارث الحزن من جيل إلى جيل، ويطهر
نفسه بالبكااء على الحسين عليه السلام. فهو سوف يبكي الحسين وسوف تتحول مشاهد الفلم إلى مأساة في وجدانه مهما عملت كمخرج على تخفيف المأساة.
المسلم غير الشيعي، الذي ينبغي مخاطبته بعدالة الحسين وثورته. إنها ثورة رسالية ضد القمع والظلم والحيف والأرهاب الذي توقعه السلطات الظالمة على المواطن، وأنها ليست معركة طوائف. وهذا ما حاول الحسين عليه السلام وأنصاره أن يخاطبوا الجيش المقابل في أنهم ضحية الظلم أيضا
* وكيف تجاوب الاعلام العربي مع فكرة الفيلم؟
- عندما بدأ الإعلام يتحدث عن الفيلم فوجئت بهجمة صحفية غير عادية ومكثفة وللأسف من مصر حيث هاجمني كبار الكتاب على التوجه لإنتاج فيلم عن الإمام الحسين وأندهشت فالمفروض أن يناقش الفيلم بعد إنتاجه وليس قبل إنتاجه. وبقيت ساكتا لم أرد على أحد حتى إتصلت بي مجلة روزاليوسف وأجروا معي حديثا مطولا إشترطت أن ينشر كاملا دون حذف وهذا ما كان فقلت لهم إنني أنتج فيلما عن جندي مصري مات عطشا في الصحراء من أجل وطنه .. هذا هو فيلم الحسين فلماذا تهاجموني بهذه الطريقة!؟
كان مفترضا أن يكون الفيلم الآن على الشاشة لولا وفاة سماحة الإمام محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الشيعي الأعلى رحمه الله حيث كان أكثر الذين يتحملون عبء الإنتاج بحكم تأثيره على من يملك قدرة التمويل من محبي الإمام الحسين عليه السلام. لم تكن ثمة مشكلة في تمويل الإنتاج لولا المفاجأة في رحيل سماحته.
حاوره أحمد عبد الكريم: عادت قصة فيلم (الحسين) للظهور بعد ان خبت لسنوات بعد وفاة السيد محمد مهدي شمس الدين الذي تعهد بانتاجه. لكن الفيلم الذي كتب حول السيناريو له وسيقوم باخراجه عاد الامل لظهوره مرة اخرى بعد سقوط نظام صدام حسين حيث سيوفر ذلك فرصة تصويره في مكان الواقعة الاصلي بعد مرواحته سنوات من ولادة فكرة السيناريو.
وكان المخرج قاسم حول يجيب سائليه عن تمسكه بالفيلم طوال هذه السنوات التي قد تكون كفيله بنسيانه بأن فيلم غاندي قد استمر الاعداد له منذ ولادة فكرته سنوات أطول.
ولد المخرج قاسم حول 1940 في ناحية المدينة محافظة البصرة في العراق. بدأ نشاطه الفني من خلال المسرح في سين مبكرة من حياته.
اسس عام 1957 أول فرقة مسرحية في مدينة البصرة وقدم العديد من المسرحيات تأليفا وتمثيلا وإخراجا.
التحق عام 1959 في معهد الفنون الجميلة ودرس الإخراج والتمثيل لمدة خمس سنوات.
خلال فترة دراسته في معهد الفنون قدم من التلفزيون العراقي أعمالا درامية تأليفا وتمثيلا.
بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة عام 1964 أسس شركة أفلام اليوم التي أنتجت فيلم ( الحارس ) الذي كتب قاسم حول قصته ومثل أحد أدواره الرئيسية وأخرج الفيلم خليل شوقي. وقد حاز الفيلم على التانيت الفضي في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس ( في تلك السنة حجب التانيت الذهبي ).
وكانت شركة أفلام اليوم أصدرت مجلة سينمائية تحمل عنوان ( السينما اليوم ) تسلم قاسم حول رئاسة تحريرها.
عام 1967 أسس وعدد من أصدقائه الفنانين فرقة مسرحية هي ( فرقة مسرح اليوم).
فألغت السلطة الديكتاتورية إمتياز مجلة السينما اليوم وشركة أفلام اليوم فأسس قاسم حول شركة ( سنونو فيلم ) لكنها لم تمارس نشاطها حيث غادر قاسم حول بلاده إلى لبنان.
عام 1975 عاد إلى العراق وأخرج فيلما وثائقيا طويلا هو فيلم ( الأهوار ) وفيلما روائيا طويلا هو فيلم ( بيوت في ذلك الزقاق) وعاد إلى لبنان وأنتخب رئيسا لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين، وأصبح عضوا في السكرتارية العامة للرابطة في العالم.
يعتبر أحد مؤسسي تيار السينما العربية البديلة الذي تأسس في دمشق عام 1970 وأحد مؤسسي إتحاد السينمائيين التسجيليين العرب وعضوالأمانة العامة واللجنة التنفيذية للإتحاد.
أختير عضوا في لجنة التحكيم لمهرجان موسكو عام 1983 وعضوا في لجنة تحكيم مهرجان الفيلم العربي في روتردام في هولندا عام 2002 ورئيسا للجنة التحكيم في مهرجان أتيودا في كراكوف في بولونيا عام 2003 وعضوا في لجنة التحكيم في مهرجان السينما العربية في باريس بفرنسا الذي يقيمه المركز الثقافي العربي.
أخرج للسينما أكثر من عشرين فيلما وثائقيا وروائيا، ونالت أفلامه العديد من الجوائز بينها جائزة ذهبية وجائزتين فضيتين.
صدرت له كتب عن السينما ومجموعات قصصية ومسرحيات وقصص سينمائية، وكتبت عنه الكثير من الدراسات في كتب عراقية وعربية وألمانية، وقدمت عن أعماله المسرحية والسينمائية العديد من الأطروحات في معاهد السينما والجامعات.
بمناسبة اقتراب يوم عاشوراء حيث ستدور احداث فيلمه غير المنجز التقته ايلاف وسالته:
* كيف ولدت لديك فكرة فيلم عن الإمام الحسين
- عام 1977 وأنا في لبنان قررت أن أبدأ رحلة البحث سينمائيا عن الإمام الحسين عليه السلام الذي يعيش في وجداني صورة متألقة لرجل مسالم مدهش .. هذا الإنسان العظيم الذي جابه الظلم لم يعرف الحقد، فعندما أصابه من أعدائه أول سهم في رقبته جثا على ركبتيه بعد أن أرهقته الجراح ونزف الدم من خده ورقبته، رفع يديه الكريمتين إلى السماء وقال ( اللهم متعالي المكان، أدعوك محتاجا، وأرغب إليك فقيرا، وأفزع إليك خائفا، وأبكي مكروبا، وأستعين بك ضعيفا، وأتوكل عليك كافيا .. يا أرحم الراحمين) .. كيف حتى الآن لم نر عملا دراميا للسينما عن شخص الإمام الحسين في تلك الملحمة الخالدة في التأريخ الإنساني. قال لي صاحبي في بيروت:
سوف لن يسمحوا لك بتنفيذ الفيلم!
قلت من ؟
قال، العرب!
وفي عام 1995 وعندما إستقرت بي سفينة التطواف حول الموانئ وإستقر بي الحال في هولندا بدأت أكتب في الخطوط العامة لسيناريو الفيلم. وكان لقائي مع الصديق الأستاذ محمد سعيد الطريحي الذي تحمس للفكرة وبدأنا نلتقي حتى صرنا بعد ذلك ثلاثة إذ دعم المشروع الدكتور علي الدباغ وبدأت رحلة البحث في الكتابة فيما صديقاي يجرون الإتصالات مع كافة الجهات التي تدعم المشروع وكان في المقدمة منها المجلس الشيعي الأعلى في لبنان ورئيسه الراحل سماحة الإمام محمد مهدي شمس الدين الذي أصبح الأب الروحي للمشروع. بدات أكتب وأرسل له المعالجة والسيناريو ويبدي ملاحظات دقيقة وحريصة ومتنورة.
* وهل كان الاتصال بالشيخ شمس الدين فقط؟
- بل قابلت شخصيات مرجعية كثيرة متخصصة بفكر الإمام الحسين والأحداث التاريخية للواقعة وفيما إذا كان بالإمكان إظهار شخص الإمام الحسين عليه السلام على الشاشة وبأية صيغة ومن يمثل هذه الشخصية. كثيرون من رجال المرجعية أثاروا إعجابي فهم خزين ثقافي .. ما أن تدخل الديوان حتى ترى جدرانا من المجلدات من الأرض إلى السقف وفي كل ديوان سلم يصعدون عليه لجلب المطبوع وعلى الأرض فرشت المجلدات والمصادر .. أتذكر إني إلتقيت بالعلامة الشيخ محمد الهرندي في قم المقدسة وأول ما بدأ الحديث معي تحدث عن فيلم (سالومي) وذكرني كيف لعبت فيه الممثلة إليزابث تايلر والممثل ريتشارد بيرتون أدوارهما ببراعة .. أنا لا أتذكر الممثلين فقد شاهدت الفيلم في الستينات. وبعد ذلك بدأنا نتناقش حول فيلم تيتانيك حتى عرجنا على فيلم الإمام الحسين عليه السلام .. عقول مدهشة عندما تلتقيها تشعر أنك لا تخاف على الوطن .. فهناك رافد كبير للثقافة .. قوم بسطاء طيبون تعلو وجوههم الإبتسامة السمحة .. رجل دين بتلك العمامة البيضاء ومجلدات التأريخ الإسلامي وهو يناقشك بفيلم سالومي ويتحدث عن أداء اليزابث تايلور وريتشارد بيرتون ثم يعرج بالتفاصيل والتحليل والنقد الواعي لفيلم تيتانك. فكيف تخاف ومم تخاف أن تنتج فيلما عن الحسين إذا كانت مرجعيتك بهذا القدر من الوعي.
* ثمة افلام ومسرحيات تناولت قصة الامام الحسين.. هل سيكون فيلمك مختلفا عن كل ماتم تقديمه عن الماساة الحسينية؟
- ليس كل ما حصل في التاريخ قد تم تدوينه، وليس كل ما دون في التاريخ كان صحيحا.
من هذا المنطلق ينبغي النظر إلى ملحمة الإمام الحسين عليه السلام في تحكيم العقل عند قراءة التاريخ، لأن ثمة عوامل عديدة كانت تلعب دورها في صياغة ذلك التاريخ. ولقد كتبت السيناريو وأمامي ثلاث نقاط هامة:
أولا – هدف ثورة الإمام الحسين عليه السلام وهي الفكرة الأساسية التي يحققها الفلم.
ثانيا – التحليل الاجتماعي لطبيعة المجتمع الإسلامي في تلك الحقبة.
ثالثا – مسألة الحزن والبكاء في هذه الملحمة التراجيدية.
علي هنا كمخرج أن أوازن بين الفكرة الأساسية والحقيقة التاريخية والاجتماعية وبين موضوعة البكاء، سيما وإن أمامي ثلاث فئات من المشاهدين.
المسلم الشيعي . . المسلم السني .. والمشاهد غير المسلم.
المسلم الشيعي يتوارث الحزن من جيل إلى جيل، ويطهر
نفسه بالبكااء على الحسين عليه السلام. فهو سوف يبكي الحسين وسوف تتحول مشاهد الفلم إلى مأساة في وجدانه مهما عملت كمخرج على تخفيف المأساة.
المسلم غير الشيعي، الذي ينبغي مخاطبته بعدالة الحسين وثورته. إنها ثورة رسالية ضد القمع والظلم والحيف والأرهاب الذي توقعه السلطات الظالمة على المواطن، وأنها ليست معركة طوائف. وهذا ما حاول الحسين عليه السلام وأنصاره أن يخاطبوا الجيش المقابل في أنهم ضحية الظلم أيضا
* وكيف تجاوب الاعلام العربي مع فكرة الفيلم؟
- عندما بدأ الإعلام يتحدث عن الفيلم فوجئت بهجمة صحفية غير عادية ومكثفة وللأسف من مصر حيث هاجمني كبار الكتاب على التوجه لإنتاج فيلم عن الإمام الحسين وأندهشت فالمفروض أن يناقش الفيلم بعد إنتاجه وليس قبل إنتاجه. وبقيت ساكتا لم أرد على أحد حتى إتصلت بي مجلة روزاليوسف وأجروا معي حديثا مطولا إشترطت أن ينشر كاملا دون حذف وهذا ما كان فقلت لهم إنني أنتج فيلما عن جندي مصري مات عطشا في الصحراء من أجل وطنه .. هذا هو فيلم الحسين فلماذا تهاجموني بهذه الطريقة!؟
كان مفترضا أن يكون الفيلم الآن على الشاشة لولا وفاة سماحة الإمام محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الشيعي الأعلى رحمه الله حيث كان أكثر الذين يتحملون عبء الإنتاج بحكم تأثيره على من يملك قدرة التمويل من محبي الإمام الحسين عليه السلام. لم تكن ثمة مشكلة في تمويل الإنتاج لولا المفاجأة في رحيل سماحته.