مخاوي سهيل
New member
- إنضم
- 22 أغسطس 2004
- المشاركات
- 55
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
- العمر
- 49
خُذُوْا الحُسَيْنَ مِثالاً
شعر: الدكتور: حسن النعمة
في ذِكْرَى عَاشُوْراء يَوْمِ التضحيةِ والبسالة والفِداء:
جَلَّ الحُسَينُ شهيدُ الحَقِّ وَالقيمِ فِيْ ساحةِ الخُلْدِ وَالإيثارِ وَالْكَرَم
سِبطُ النَبي الْحَبْيبِ المُصْطَفَي شَرفتْ بِهِ البَرية مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَم
سَمَا اعْتزازاً بإيمانِ وَمِوْهِبَةٍ وَفي الفِداءِ سُمُوُّ البَذْل وَالشّمَمِ
وَفي ذُري الخُلدِ مَجدٌ لايُطاولِهُ مَنْ لَمَ يَنَلْ شَرَفَ اللُقيا ولَم يَرُمِ
مَا قِيمّةُ القِيّمِ الشَمّاء خَاليةً مِنْ صَاعِدْيها؟ بَلَي مَا رَوَْعَة القِمَمِ
فِيَّ ساحِةِ الخُلْدِ أَرْواحٌ مُضَرَّجَةٌ بكَربَلاء تَراها ضُمِّخَتْ (1) بِدِمِ
مَلاحِمٌ مِنْ رُجُولاتٍ قدِ انطلقْت عَلَي الجَدْيَديْن لَم تَجْزَعْ وَلَم تَخِمِ(3)
وللبُطوْلاتِ أَسْيافٌ قَد انْجَرَدَتْ أَغْمادها وَهي حَقٌّ نَاطِقٌُ بفَمِ
تنْبِيْكَ بالصِدْقِ إنْ نَاجَيتَ شَفرتَها عَنْ خير مَا سَطَّر التَاريخُ مِن كَلِمِ
وَفي الفدِاء بَيانٌ نهجُهُ رَشدٌ يُـغـْنيك فِي طُهْرِ مَا يُبديهِ عَنْ حِكَمِ
أبَتْ كَرامَةُ سِبْطِ المُصّطفَي عِوَجَاً عَنْ النِهاجِ فَأَوْرَاها (4) عَلَي ضرَمِ
وَقاومَ الظْلمَ والطغيانَ فِيْ دَأَبٍ عَلي الصُمُودِ وَلَمْ يَرْهَبْ وَلَم يَنَمِ
ذوَّي عَلي البَغْيِ فِيْ صَيْحاتهِ وَمَضَي فِي عزمٍ مُعتَقِدٍ باللَّهِ مُعتَصِمِ
مَاكَانَ فِي العَيشِ مِرْغابا وَمُكْتَرِثَاً بالْمُغرياتِ وَبالدُنْيا وَبالنِعَمِ
فَالْعَيْشُ إذْ يَزدَرِيْ (5) الأَحْرارَ مَنْقَصَةٌ دَوامه بالخَنَا وَالذُلِّ كالعَدَمِ
يَا ابْنَ الجَواد (6) أَبا السّجادِ (7) مَا سَجَدت إلاَ لِرب الهُدَي المَعبُوْدِ لاَ الصَنَمِ
جَباهُ صِيْدٍ(8) عَلَي الإِيْمانٍ تتبَعُها كَواكِبٌ مِنْ ذَوِي الإيلافِ وَالرّحِمِ
وَابْنَ البَتُولِ (9) فتَي الزَهْراءِ أَبْهجهَا إِشراقُ مُرتْضِعٍ زَاهٍ وَمُفتَطَمِ
تاقَتْ إِلَيْكَ وَحَنَتْ وَهَيَ رَانِيةٌ للأريحي الإِمامِ الثائرِ العَلَمِ
يَمُرُّ طيفكَ وَسْناناً (10) فَيُؤْنِسُها رِيُّ الحُسَيْنِ شَباباً طَيَّبَ النْسَمِ
وَافاطِماهُ لَقَدْ كَرَّتْ كَعادَتِهَا جَحافِلُ الشَرِّ ترْميْ الخَيْرَ بالحِمَمِ
وَقفتُ بالطَف (11) مَفْؤُؤْدَاً (12) أُسائِلُها عَن ركْبِ آلِ رَسُولٍ اللَّهِ كُلَّهِمِ
عَنْ رُضََّعِ عَنْ يَتامي فِيْ الخيامِ شَوَتْ نِيْرانُها الثِيْبَ (13) وَالأَبْكارَ عَنْ رِمَمِ
وَاحَرَّ قَلْباهُ كَمْ فِي الطَفَّ مِنْ عِبَرٍ لِواقِفِين وَكَمْ فِيْها مِنَ الحِكَمِ
****
إِنَّي لأَعْجَبُ مِنْ قَوْمٍ مَسامِعُهُمْ عَنْ دَعْوَةِ الجَمْعِ وَالتقريبِ فيِ صَمَم
أَفْضوَا إلي الجْهلِ مَايَدرُونَ مَاصَنَعت بهم صُرُوفُ الأذي وَالَوْيلِ وَالنِعَمِ
مَشَوا إلي ذُروَةٍ العَلْياءِ وَابتدَعُوا حَضارة الفِكْر وَالإشعاعِ والقَلَمِ
تَنَفَّسَتْ رِئَةُ الدُنْيا بَرَوْحهمُ (14) فِكْرَاً يَضُوْعُ (15) وَشَعَّتْ لِلوَرَي بِهِمِ
إبْداعُها الثر (16) إِسهَامٌ وّمَغْنَمَةٌ لِلعَالِمْيَن وَهَدي سَاطِعُ الكَلمِ
لكِنَها أمَّةٌ خَارَتْ عَزائِمُهَا ورَاعها هَوْلُ مَجْرُوحٍ وَمُنتقِمِ
وَنَهْنِهَتْهَا (17) الْلَيالِي فِيْ تَقْلُبِهَا حَتَّي اسْتوَي عِنْدَها الإصْباحُ بالظلمِ
أَزْرَي (18) بَها الدَهْرُ مِخْلافاً وَبَرحَّها دَاءُ الشَتَاتِ فعَضَتْ إِصْبَعَ النَدّمِ
تُسْتامُ (19) بالجَهلِ إِمَّلاقا (20) وَمَسْكنةً كَذاكَ تُستَامُ قُطْعانٌ مِنْ الغنمِ
عَجْفاءُ لازَادهَا يُغْني وَقدْ سُلبَتْ حَقوقهَا فهيَ أَشْلاءٌ علي وَضَمِ(21)
سِبُحْانَ مَنْ غَيَّر الدُنْيا وَبَدلها سِرَّاً غدا مُُبهْمَاً أَوْ غيَرَ مُنْبَهِمِ
حَتَّي إِذا الدَهْر أبْدي مِنَ نَواجذِهِ(22) تَجاهَلوها وَما عادُوا إلي حُلُمِ
أَلْفْيتهُمْ فِي الصِراعِ اليَوْم سَائمةً تَرْعَي الْوَبَيْئ (23) وَأُسْدُ الغَابِ فِي الأَجَمِ(24)
تَفَرّقُوا زُمّرَا شَتَي، بِلاَ قِوَدٍ(25) عَلي المَراَحِ، بلا نَهْجٍ وَلا أَمَمِ(26)
تاهُوْا عَلَي الَدرْبِ فِيْ اسْتِشرافِ أُفقِهمُ بَلا دَليلِ، وَلا وَعْيٍ، ولا قِوَم (27)
وَضيّعُوا حَقَ أَجْيالٍِ مَرابِعُها تَوَزَّعتْ فِيْ غِيابِ الرُشْدِ بِالقِسَمِ
رَانتْ عَلْيهِمِ غِشَاوَاتٌ وَأَسْلَمَهُمْ خَوف المْصِيْرِ إِلَي الإِخفاقِ وَالسَأمِ
تَمّسَكُوا بالعُرّي يَا قَوْمُ وَاطَّرِحُوا مَسالك الشَكِّ وَالأهواءِ والتُّهَمِ
عُودُوْا إِلي جَوْهَرِ الإِيمانِ مُنتَهلا يَفيضُ بالحُبِّ وَالإيلافِ كَالدِيَمِ
فَأُمّة الأْمر بالمَعروفِ مَا خَرجتْ إلا لتغدو المِثَالَ الحَيَّ لِلأُمَمِ
خُذْوا الحُسينَ مِثالاً فِي النِضالِ وَلَنْ يَنالَها غيرُ مِغوارٍ ومُلتزم
لم يَرتضِ زُخرُفَ الدُنيا مَساوَمة فَخَاضَها بالظُبا (28) الِهْندِّيةِ الخُدْمِ (29)
لا يَبلُغُ المَجْدَ إلاّ مَن ثَوابتهُ عَلَي المبادِيء وَالأخلاقِ وَالقيَمِ
لَبُّوْا نِداءَ فِلَسْطِين وصَخْرَتِهَا وَقُبَةُ القدْسِ جُرْحٌ غَيْرُ مُلتئِمِ
مَسْرَي النَبَي لأِقْصاهاً ودَارَتّها عَتْيقَا بالْمسِيْحِ السَمْحِ مِنْ قِدَمِ
رُحْماكَ رَبِّي بالأوْطِانِ مُرْتَبعَاً يَخْلُو مِنَ الضَيْمِ وَالإِضْرارِ وَالعُدُمِ
مَتَي نَرَي أُمَّة التَوْحِيْدِ ناهِضَةً وَالحق فِيْها مُصانٌ غْيرُ مُهتَضَمِ
تُشادُ فِيْها كِيانَاتٌ مُعَزَّزَةٌ بالاجْتهادِ وَبالتجديدِ في النُظُمِ
***
ذِكْرَي الحُسَيْن لكُلِ الناسِ مَوْعِظَةٌ فاعْذُر مُحبيْكَ يَا فادي وَلا تَلُمِ
بحُبِّ آل رَسَوْل اللهِ قَدْ طُويَتْ جَوانحي والتَظَتْ فِي الوَجْدِ بالضَرمِ
يَرْجُو الشَفاعَةَ مَنْ قَدْ شَفَّهُ أَمَلٌ بِهِ الضَمْيرُ تَبَدَّي غَيْرَ مُكْتَتَمِ
جَلَّ الحُسَينُ شَهيدُ الحَقِ وَالقِيَمِ فِي ساحةِ الخُلِدَ وَالإيثار والكَرَمِ
ِشرح المفردات المستحسن شرحها
(1) ضُمْخَت: عُطِرَّت
(2) الجدِيْدان: هُمْا الليل والنهار.
(3) تِخَم: تخاف.
(4) أوراها: أَشْعَلَها
(5) يَزْدَريْ: يُهيْنِ
(6) الجوَاد: أحد أسماء الإمامِ عليّ كَرّم الله وجهه.
(7) السَجاد: أحد أسماء الإمام علي زين العابدين بن الحسين - ممدوح الشاعر الفرزدق.
(8) صِيد: جَمْعُ أَصْيَد وهو الشُجاع الباسل الكريم.
(9) البَتُوْلِ: أحد أسماءِ فاطمة الزَهْراء عليها السلام.
(10) وَسْنانَا: ساهِراً - مِنَ الوَسَن.
(11) الَطفّ: الموضع الذي استشهدَ فيه الإمامُ الحُسين وَجَرَتْ فيه المعركة.
(12) المفْؤُوْد: كُلّ مَنْ أُصيْبَ في فؤادِهِ.
(13) في البيت كُله إشارة إلي الحَرِيقَ الذي اشتعل وقتل مَنْ فيه والِثيب - جَمْعُ ثَيِّب وهي المَرأة غَيْر البِكْر.
(14) الرَوْحُ والرَيْحانَ: نفح الطيب.
(15) يَضُوْعُ: يَفوْح.
(16) الثَّر: الكثير.
(17) نَهْنَهَتْها: أَضعَفَتْهَا.
(18) أزْري بِها: ألْحَق بها عَيْباً.
(19) تُستامُ: مِن سَوْمِ الماشِيِة في البَيْعِ والشِراءِ.
(20) إِمْلاق : فَقْرٌ.
(21) الوَضمْ: خَشْبةَ يقطَعُ الجَّزْار عَلْيها اللَحْم.
(22) نواجذه: أَسْنانهُ.
(23) الوبيء: الفاسِدْ.
(24) الأجَم: العَرْين للأسد.
(25) قوَدْ: قِيادة.
(26) أَمَم : إِمامَة.
(27) قوم: استقامة.
(28) الُظبا: السُيْوف.
(29) الخُدمَ: القَاطعة الِهنْدية المَصْنوعةِ في الِهْند وهي أحْسن أنواعِ السيوف.
(30) العُدَم: الفْقُر والفاقة.
ِوصلة جريدة الراية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=64556&version=1&template_id=29
شعر: الدكتور: حسن النعمة
في ذِكْرَى عَاشُوْراء يَوْمِ التضحيةِ والبسالة والفِداء:
جَلَّ الحُسَينُ شهيدُ الحَقِّ وَالقيمِ فِيْ ساحةِ الخُلْدِ وَالإيثارِ وَالْكَرَم
سِبطُ النَبي الْحَبْيبِ المُصْطَفَي شَرفتْ بِهِ البَرية مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَم
سَمَا اعْتزازاً بإيمانِ وَمِوْهِبَةٍ وَفي الفِداءِ سُمُوُّ البَذْل وَالشّمَمِ
وَفي ذُري الخُلدِ مَجدٌ لايُطاولِهُ مَنْ لَمَ يَنَلْ شَرَفَ اللُقيا ولَم يَرُمِ
مَا قِيمّةُ القِيّمِ الشَمّاء خَاليةً مِنْ صَاعِدْيها؟ بَلَي مَا رَوَْعَة القِمَمِ
فِيَّ ساحِةِ الخُلْدِ أَرْواحٌ مُضَرَّجَةٌ بكَربَلاء تَراها ضُمِّخَتْ (1) بِدِمِ
مَلاحِمٌ مِنْ رُجُولاتٍ قدِ انطلقْت عَلَي الجَدْيَديْن لَم تَجْزَعْ وَلَم تَخِمِ(3)
وللبُطوْلاتِ أَسْيافٌ قَد انْجَرَدَتْ أَغْمادها وَهي حَقٌّ نَاطِقٌُ بفَمِ
تنْبِيْكَ بالصِدْقِ إنْ نَاجَيتَ شَفرتَها عَنْ خير مَا سَطَّر التَاريخُ مِن كَلِمِ
وَفي الفدِاء بَيانٌ نهجُهُ رَشدٌ يُـغـْنيك فِي طُهْرِ مَا يُبديهِ عَنْ حِكَمِ
أبَتْ كَرامَةُ سِبْطِ المُصّطفَي عِوَجَاً عَنْ النِهاجِ فَأَوْرَاها (4) عَلَي ضرَمِ
وَقاومَ الظْلمَ والطغيانَ فِيْ دَأَبٍ عَلي الصُمُودِ وَلَمْ يَرْهَبْ وَلَم يَنَمِ
ذوَّي عَلي البَغْيِ فِيْ صَيْحاتهِ وَمَضَي فِي عزمٍ مُعتَقِدٍ باللَّهِ مُعتَصِمِ
مَاكَانَ فِي العَيشِ مِرْغابا وَمُكْتَرِثَاً بالْمُغرياتِ وَبالدُنْيا وَبالنِعَمِ
فَالْعَيْشُ إذْ يَزدَرِيْ (5) الأَحْرارَ مَنْقَصَةٌ دَوامه بالخَنَا وَالذُلِّ كالعَدَمِ
يَا ابْنَ الجَواد (6) أَبا السّجادِ (7) مَا سَجَدت إلاَ لِرب الهُدَي المَعبُوْدِ لاَ الصَنَمِ
جَباهُ صِيْدٍ(8) عَلَي الإِيْمانٍ تتبَعُها كَواكِبٌ مِنْ ذَوِي الإيلافِ وَالرّحِمِ
وَابْنَ البَتُولِ (9) فتَي الزَهْراءِ أَبْهجهَا إِشراقُ مُرتْضِعٍ زَاهٍ وَمُفتَطَمِ
تاقَتْ إِلَيْكَ وَحَنَتْ وَهَيَ رَانِيةٌ للأريحي الإِمامِ الثائرِ العَلَمِ
يَمُرُّ طيفكَ وَسْناناً (10) فَيُؤْنِسُها رِيُّ الحُسَيْنِ شَباباً طَيَّبَ النْسَمِ
وَافاطِماهُ لَقَدْ كَرَّتْ كَعادَتِهَا جَحافِلُ الشَرِّ ترْميْ الخَيْرَ بالحِمَمِ
وَقفتُ بالطَف (11) مَفْؤُؤْدَاً (12) أُسائِلُها عَن ركْبِ آلِ رَسُولٍ اللَّهِ كُلَّهِمِ
عَنْ رُضََّعِ عَنْ يَتامي فِيْ الخيامِ شَوَتْ نِيْرانُها الثِيْبَ (13) وَالأَبْكارَ عَنْ رِمَمِ
وَاحَرَّ قَلْباهُ كَمْ فِي الطَفَّ مِنْ عِبَرٍ لِواقِفِين وَكَمْ فِيْها مِنَ الحِكَمِ
****
إِنَّي لأَعْجَبُ مِنْ قَوْمٍ مَسامِعُهُمْ عَنْ دَعْوَةِ الجَمْعِ وَالتقريبِ فيِ صَمَم
أَفْضوَا إلي الجْهلِ مَايَدرُونَ مَاصَنَعت بهم صُرُوفُ الأذي وَالَوْيلِ وَالنِعَمِ
مَشَوا إلي ذُروَةٍ العَلْياءِ وَابتدَعُوا حَضارة الفِكْر وَالإشعاعِ والقَلَمِ
تَنَفَّسَتْ رِئَةُ الدُنْيا بَرَوْحهمُ (14) فِكْرَاً يَضُوْعُ (15) وَشَعَّتْ لِلوَرَي بِهِمِ
إبْداعُها الثر (16) إِسهَامٌ وّمَغْنَمَةٌ لِلعَالِمْيَن وَهَدي سَاطِعُ الكَلمِ
لكِنَها أمَّةٌ خَارَتْ عَزائِمُهَا ورَاعها هَوْلُ مَجْرُوحٍ وَمُنتقِمِ
وَنَهْنِهَتْهَا (17) الْلَيالِي فِيْ تَقْلُبِهَا حَتَّي اسْتوَي عِنْدَها الإصْباحُ بالظلمِ
أَزْرَي (18) بَها الدَهْرُ مِخْلافاً وَبَرحَّها دَاءُ الشَتَاتِ فعَضَتْ إِصْبَعَ النَدّمِ
تُسْتامُ (19) بالجَهلِ إِمَّلاقا (20) وَمَسْكنةً كَذاكَ تُستَامُ قُطْعانٌ مِنْ الغنمِ
عَجْفاءُ لازَادهَا يُغْني وَقدْ سُلبَتْ حَقوقهَا فهيَ أَشْلاءٌ علي وَضَمِ(21)
سِبُحْانَ مَنْ غَيَّر الدُنْيا وَبَدلها سِرَّاً غدا مُُبهْمَاً أَوْ غيَرَ مُنْبَهِمِ
حَتَّي إِذا الدَهْر أبْدي مِنَ نَواجذِهِ(22) تَجاهَلوها وَما عادُوا إلي حُلُمِ
أَلْفْيتهُمْ فِي الصِراعِ اليَوْم سَائمةً تَرْعَي الْوَبَيْئ (23) وَأُسْدُ الغَابِ فِي الأَجَمِ(24)
تَفَرّقُوا زُمّرَا شَتَي، بِلاَ قِوَدٍ(25) عَلي المَراَحِ، بلا نَهْجٍ وَلا أَمَمِ(26)
تاهُوْا عَلَي الَدرْبِ فِيْ اسْتِشرافِ أُفقِهمُ بَلا دَليلِ، وَلا وَعْيٍ، ولا قِوَم (27)
وَضيّعُوا حَقَ أَجْيالٍِ مَرابِعُها تَوَزَّعتْ فِيْ غِيابِ الرُشْدِ بِالقِسَمِ
رَانتْ عَلْيهِمِ غِشَاوَاتٌ وَأَسْلَمَهُمْ خَوف المْصِيْرِ إِلَي الإِخفاقِ وَالسَأمِ
تَمّسَكُوا بالعُرّي يَا قَوْمُ وَاطَّرِحُوا مَسالك الشَكِّ وَالأهواءِ والتُّهَمِ
عُودُوْا إِلي جَوْهَرِ الإِيمانِ مُنتَهلا يَفيضُ بالحُبِّ وَالإيلافِ كَالدِيَمِ
فَأُمّة الأْمر بالمَعروفِ مَا خَرجتْ إلا لتغدو المِثَالَ الحَيَّ لِلأُمَمِ
خُذْوا الحُسينَ مِثالاً فِي النِضالِ وَلَنْ يَنالَها غيرُ مِغوارٍ ومُلتزم
لم يَرتضِ زُخرُفَ الدُنيا مَساوَمة فَخَاضَها بالظُبا (28) الِهْندِّيةِ الخُدْمِ (29)
لا يَبلُغُ المَجْدَ إلاّ مَن ثَوابتهُ عَلَي المبادِيء وَالأخلاقِ وَالقيَمِ
لَبُّوْا نِداءَ فِلَسْطِين وصَخْرَتِهَا وَقُبَةُ القدْسِ جُرْحٌ غَيْرُ مُلتئِمِ
مَسْرَي النَبَي لأِقْصاهاً ودَارَتّها عَتْيقَا بالْمسِيْحِ السَمْحِ مِنْ قِدَمِ
رُحْماكَ رَبِّي بالأوْطِانِ مُرْتَبعَاً يَخْلُو مِنَ الضَيْمِ وَالإِضْرارِ وَالعُدُمِ
مَتَي نَرَي أُمَّة التَوْحِيْدِ ناهِضَةً وَالحق فِيْها مُصانٌ غْيرُ مُهتَضَمِ
تُشادُ فِيْها كِيانَاتٌ مُعَزَّزَةٌ بالاجْتهادِ وَبالتجديدِ في النُظُمِ
***
ذِكْرَي الحُسَيْن لكُلِ الناسِ مَوْعِظَةٌ فاعْذُر مُحبيْكَ يَا فادي وَلا تَلُمِ
بحُبِّ آل رَسَوْل اللهِ قَدْ طُويَتْ جَوانحي والتَظَتْ فِي الوَجْدِ بالضَرمِ
يَرْجُو الشَفاعَةَ مَنْ قَدْ شَفَّهُ أَمَلٌ بِهِ الضَمْيرُ تَبَدَّي غَيْرَ مُكْتَتَمِ
جَلَّ الحُسَينُ شَهيدُ الحَقِ وَالقِيَمِ فِي ساحةِ الخُلِدَ وَالإيثار والكَرَمِ
ِشرح المفردات المستحسن شرحها
(1) ضُمْخَت: عُطِرَّت
(2) الجدِيْدان: هُمْا الليل والنهار.
(3) تِخَم: تخاف.
(4) أوراها: أَشْعَلَها
(5) يَزْدَريْ: يُهيْنِ
(6) الجوَاد: أحد أسماء الإمامِ عليّ كَرّم الله وجهه.
(7) السَجاد: أحد أسماء الإمام علي زين العابدين بن الحسين - ممدوح الشاعر الفرزدق.
(8) صِيد: جَمْعُ أَصْيَد وهو الشُجاع الباسل الكريم.
(9) البَتُوْلِ: أحد أسماءِ فاطمة الزَهْراء عليها السلام.
(10) وَسْنانَا: ساهِراً - مِنَ الوَسَن.
(11) الَطفّ: الموضع الذي استشهدَ فيه الإمامُ الحُسين وَجَرَتْ فيه المعركة.
(12) المفْؤُوْد: كُلّ مَنْ أُصيْبَ في فؤادِهِ.
(13) في البيت كُله إشارة إلي الحَرِيقَ الذي اشتعل وقتل مَنْ فيه والِثيب - جَمْعُ ثَيِّب وهي المَرأة غَيْر البِكْر.
(14) الرَوْحُ والرَيْحانَ: نفح الطيب.
(15) يَضُوْعُ: يَفوْح.
(16) الثَّر: الكثير.
(17) نَهْنَهَتْها: أَضعَفَتْهَا.
(18) أزْري بِها: ألْحَق بها عَيْباً.
(19) تُستامُ: مِن سَوْمِ الماشِيِة في البَيْعِ والشِراءِ.
(20) إِمْلاق : فَقْرٌ.
(21) الوَضمْ: خَشْبةَ يقطَعُ الجَّزْار عَلْيها اللَحْم.
(22) نواجذه: أَسْنانهُ.
(23) الوبيء: الفاسِدْ.
(24) الأجَم: العَرْين للأسد.
(25) قوَدْ: قِيادة.
(26) أَمَم : إِمامَة.
(27) قوم: استقامة.
(28) الُظبا: السُيْوف.
(29) الخُدمَ: القَاطعة الِهنْدية المَصْنوعةِ في الِهْند وهي أحْسن أنواعِ السيوف.
(30) العُدَم: الفْقُر والفاقة.
ِوصلة جريدة الراية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=64556&version=1&template_id=29