أخذ جاك تلك السيارة، وهو يشعر بالعجز عن التعبير بالشكر لما قدمه له اخوه... لانه لا شك، بإنه دفع ثمنها غاليا، فكان كل يوم يحرص على أن تبقى نظيفة وبراقة... فكان غالبا ما يصطحب رفقائه، فخورا بتلك السيارة الشهباء وهي تلمع تحت اشعة الشمس...
وذات يوم، مر ولد فقير من أمام بيت جاك، وأخذ يتأمل بتلك السيارة الجديدة، وهو يدور حولها ويتمتم... التفت اليه جاك وناداه قائلا... هل أعجبتك السيارة ايها الولد... التفت اليه الولد الفقير مجيبا... هل هذه هي سيارتك يا سيد... نعم هذه لي، فلقد قدمها لي أخي هدية منذ أسبوعين... ألم تكلفك أنت اي شيء... لا ابدا...
أجاب الولد بحسرة... هذه أمنيتي فيا ليت... أجابه جاك، تعال معي، سآخذك مشوار، لترى كم هي مريحة وجميلة... ركب جاك في السيارة، بينما جلس بجانبه ذلك الفقير، وكأنه لأول مرة يركب في سيارة، فكان مذهولا للغاية، لا يصدق ما يحصل له... فلم ينطق بكلمة البتة... وقبل أن يعودا، طلب منه ذلك الولد، هل بإمكانك أن تمر من أمام بيتي... أبتسم جاك لدى سماعه سؤال الولد... فقال في نفسه... لما لا... فإن ذلك الولد يرغب أن يري رفقائه بإنه يركب في سيارة جديدة...
مر جاك بسيارته الجديدة في شارع صغير، حيث كان يسكن ذلك الولد الفقير، ولدى اقتراب سيارته من مدخل ذلك المبنى سأله الولد... هل بإمكانك أن تنتظرني لحظة ههنا...
صعد ذلك الولد بسرعة على الدرج متجها نحو منزله، وبعد لحظات معدودة عاد، لكنه كان ينزل الدرج بثقل وببطئ ... نظر جاك الى ذلك الولد، وإذ به حاملا بذراعيه أخيه الصغير المفلوج... أقترب ذلك الولد من تلك السيارة الجديدة وهو حاملا أخيه وابتسامة عريضة على وجهه، رغم ثقل أخيه... ثم خاطب أخيه المفلوج قائلا... أنا أعلم بأنك لا تقدر أن تمشي لترى تلك السيارات الجميلة... ولكن هل ترى هذه السيارة الجديدة.... لقد قدمها له أخوه الكبير هدية، وانا، أريد أن أكون مثل أخيه... فيوم من الأيام سأقدم لك يا أخي سيارة مثل هذه... هدية...
صديقي... إننا نعيش في أيام، كثرت فيها الأنانية ومحبة الذات... فما أكثر الذين يريدون دائما أن يأخذوا، ظننا، بأنهم كلما إزدادت مقتناياتهم، إزدادت سعادتهم أيضا... لكن هذه ليست هي السعادة الحقيقة... إن السعادة الحقيقية هي في القناعة... وإن العطاء أفضل من الأخذ... فهل لك في هذا الاسبوع أن تشارك غيرك بما عندك...
لم يقل هذا الفقير... يا ليت لي أخ كأخوك... بل قال، يا ليتني أقدر أن أكون كأخيك...