مخاوي سهيل
New member
- إنضم
- 22 أغسطس 2004
- المشاركات
- 55
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
- العمر
- 49
- سيد ضياء الموسوي:
السيد السيستاني شخصية فريدة من نوعها فهو من الشخصيات التي لم يتورط خطابها في الغاء أحد.
.. مرت على البيت الشيعي بعض هواجس الالغاء وعصفت رياح فتنة هنا واستقرت هناك، لكن الرجل طيلة حياته لم يكن له موقف متشدد. ذلك ما تلحظه ايضا في قائمة الائتلاف الوطني التي تشكل أطياف المعارضة الشيعية وغيرها ألوانها المختلفة. ذهب جمع من الاميركان والغربيين يتساءلون: هل الرجل يبحث عن دولة ديمقراطية أم ثيوقراطية "دينية". استوقفتني هذه المرة مجلة "نيوزويك" إذ كتب أحد صحافييها المرموقين تقريرا عن السيد السيستاني وبالخط العريض طرح التساؤل ذاته:what sistani wonts ما الشيء الذي يريده السيستاني. وطرح هناك خلاصة ما وصل إليه: "Ali sistani is the Mast powerful man in Irag". سؤال يتبادر للذهن هل السيستاني يبحث عن قصر منيف على ضفاف دجلة أو يتطلع إلى كرسي الحكم في العراق؟ وهل يهدف إلى كسب رضا الاميركان ولماذا يحث على الانتخابات وهو ليس له حق التصويت وهل يريد جوازا أو جنسية، ولماذا كل هذا الالحاح من الرجل العجوز على دفع الناس نحو الانتخابات على رغم انه ليس له فيها لا ناقة ولا جمل، ولماذا لم يصمت الرجل ويغلق بابه عليه فيشتغل بدروس الحوزة بعيدا عن المشكلات والتأويلات والاشاعات واعلان الحرب الكلامية عليه من على المنابر الفضائية؟... لماذا هذا التوثب في الساحة والدخول مباشرة لنزع فتيل أزمة المواجهة بين التيار الصدري والاميركان... لماذا كل هذا الاقدام على رغم انه يعلم مسبقا بأنه سيكون أول المستهدفين من القوى التكفيرية على يد الزرقاوي؟... اسئلة كثيرة نعيشها لكنا نحمل أجابتها فالشيخ الكبير يبحث عن مستقبل مشرق للعراق وان كان محاطا بالالغام... انه يريد ان يرسم صورة جميلة للاجيال العراقية القادمة وللعراق الذي لعبت فيه السياسة والقوميات... وكانت البداية لعبة الديمقراطية التي قال فيها تشرشل: "الديمقراطية سيئة ولكنها أفضل الموجود".
دعونا نقرأ كيف يرى الغرب السيستاني من تحقيق الكاتب الصحافي رودنورد لاند، فبعض ما كتبه يجيب عن تساؤلاتنا:
"السيستاني يستقبل مئات الزوار يوميا عادة وهو جالس على وسادة رقيقة على أرض برانيته أو غرفة الاستقبال، مرتديا ثوبا رماديا رثا في الغالب، ومعتمرا عمامة سوداء كبيرة". يقول الكاتب ان الدكتور الربيعي عرض عليه الحصول على جواز سفر عراقي بعد سقوط نظام صدام، لكن اجابة السيستاني كانت ذات دلالة إذ قال: "دكتور ربيعي، ما الذي سأفعله به؟ انني رجل لن يغادر إلا إلى قبره. لم أغادر النجف منذ 13 عاما. لماذا سأحتاج إليه؟".
"نفوذ السيستاني كبير وهو مبجل في جميع أنحاء العالم الاسلامي ويتعهد الشيعة بخمس أموال زكاتهم لمرجعهم الشخصي" ثم يقول: "ولم يكن لذلك أي اثر على حياة التقشف التي يحياها السيستاني. فهو نادرا ما يأكل اللحم، مصرا على وجبة الفلاحين المكونة من اللبن الرائب والارز. وحين مرض ذات مرة، كما يقول الشيخ الصغير "أحد اتباعه" جلب له أحد مساعديه عصير فواكه ليشربه فرفض وقال: "الناس لا يجدون ماء ليشربوه، وانت تجلب لي العصير؟ لا"، وحين تعطل مكيف الهواء في منزله، كما تقول رواية تردد في النجف جلب له اتباعه مكيفا جديدا غير مزعج. لكنه اصر بدلا من ذلك، على اصلاح المكيف القديم واعطاء الجديد لعائلة فقيرة. وحين سافر السيستاني "74 عاما"، إلى لندن لعلاج قلبه وضعته مؤسسة الخوئي الغنية "التي يقال انه يسيطر عليها" في منزل ريفي مريح في مايفير، وهناك امر بإزالة السرير المزدوج ونام على فرشة على الأرض، طبعا التقرير كان يحمل الكثير من المعلومات عن الطريقة الخاصة التي يعيشها السيستاني، فمن يذهب إلى النجف يتفاجأ ان المنزل الذي يسكنه السيستاني من الطين في حي شعبي قديم، وكان أيام صدام محاطا بالمباحث إذ يوصلون التقارير عن الرجل وعن الزائرين إلى المخابرات العراقية في المحافظة وفي بغداد. السؤال الذي يفرض نفسه، كيف عاش، وكيف هو الآن يعيش وكيف كان يعيش صدام؟ الوضع في العراق لم يتغير على المرجع السيستاني بل زاده مسئولية، فهو لم يرشح احدا من اقربائه ولم يتصدر زعامة رئاسة العراق ولم يقم بتغيير عيشه لا قبل الاحتلال ولا بعده "انه يرفض ان يقابل أي مسئول اميركي". وينادي دائما بأن الانتخابات هي طريق لازالة الاحتلال، السيستاني لا يدعو إلى دروشة والدليل انه سافر إلى لندن للعلاج ويشرف على مؤسسات السيد الخوئي الخيرية والثقافية في العالم ويتواصل مكتبه مع العالم بالانترنت لكنه ايضا في المقابل يعيش عيشة القادة الرمزيين ذوي الكارزمية الكبرى "لكي لا يتبيغ الفقير من فقره" تماما كما كان يعيش علي ابن أبي طالب "ع" فهو القائل "وهيهات ان يغلبني هواي او يقودني جشعي إلى تخير الاطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له بالقرص ولا عهد له بالشبع". ويخاطبنا قائلا: "الا انكم لن تقدروا على ذلك ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد". مشاركة 59 في المئة من الناخبين يعكس خسران الرهان للخطاب الصدري ووعي وذكاء الخطاب السيستاني. السيستاني دعم مشاركة المرأة في الانتخابات ويدعو إلى اشراك كل أطياف المجتمع العراقي في الحكومة وصياغة الدستور.
السيد السيستاني شخصية فريدة من نوعها فهو من الشخصيات التي لم يتورط خطابها في الغاء أحد.
.. مرت على البيت الشيعي بعض هواجس الالغاء وعصفت رياح فتنة هنا واستقرت هناك، لكن الرجل طيلة حياته لم يكن له موقف متشدد. ذلك ما تلحظه ايضا في قائمة الائتلاف الوطني التي تشكل أطياف المعارضة الشيعية وغيرها ألوانها المختلفة. ذهب جمع من الاميركان والغربيين يتساءلون: هل الرجل يبحث عن دولة ديمقراطية أم ثيوقراطية "دينية". استوقفتني هذه المرة مجلة "نيوزويك" إذ كتب أحد صحافييها المرموقين تقريرا عن السيد السيستاني وبالخط العريض طرح التساؤل ذاته:what sistani wonts ما الشيء الذي يريده السيستاني. وطرح هناك خلاصة ما وصل إليه: "Ali sistani is the Mast powerful man in Irag". سؤال يتبادر للذهن هل السيستاني يبحث عن قصر منيف على ضفاف دجلة أو يتطلع إلى كرسي الحكم في العراق؟ وهل يهدف إلى كسب رضا الاميركان ولماذا يحث على الانتخابات وهو ليس له حق التصويت وهل يريد جوازا أو جنسية، ولماذا كل هذا الالحاح من الرجل العجوز على دفع الناس نحو الانتخابات على رغم انه ليس له فيها لا ناقة ولا جمل، ولماذا لم يصمت الرجل ويغلق بابه عليه فيشتغل بدروس الحوزة بعيدا عن المشكلات والتأويلات والاشاعات واعلان الحرب الكلامية عليه من على المنابر الفضائية؟... لماذا هذا التوثب في الساحة والدخول مباشرة لنزع فتيل أزمة المواجهة بين التيار الصدري والاميركان... لماذا كل هذا الاقدام على رغم انه يعلم مسبقا بأنه سيكون أول المستهدفين من القوى التكفيرية على يد الزرقاوي؟... اسئلة كثيرة نعيشها لكنا نحمل أجابتها فالشيخ الكبير يبحث عن مستقبل مشرق للعراق وان كان محاطا بالالغام... انه يريد ان يرسم صورة جميلة للاجيال العراقية القادمة وللعراق الذي لعبت فيه السياسة والقوميات... وكانت البداية لعبة الديمقراطية التي قال فيها تشرشل: "الديمقراطية سيئة ولكنها أفضل الموجود".
دعونا نقرأ كيف يرى الغرب السيستاني من تحقيق الكاتب الصحافي رودنورد لاند، فبعض ما كتبه يجيب عن تساؤلاتنا:
"السيستاني يستقبل مئات الزوار يوميا عادة وهو جالس على وسادة رقيقة على أرض برانيته أو غرفة الاستقبال، مرتديا ثوبا رماديا رثا في الغالب، ومعتمرا عمامة سوداء كبيرة". يقول الكاتب ان الدكتور الربيعي عرض عليه الحصول على جواز سفر عراقي بعد سقوط نظام صدام، لكن اجابة السيستاني كانت ذات دلالة إذ قال: "دكتور ربيعي، ما الذي سأفعله به؟ انني رجل لن يغادر إلا إلى قبره. لم أغادر النجف منذ 13 عاما. لماذا سأحتاج إليه؟".
"نفوذ السيستاني كبير وهو مبجل في جميع أنحاء العالم الاسلامي ويتعهد الشيعة بخمس أموال زكاتهم لمرجعهم الشخصي" ثم يقول: "ولم يكن لذلك أي اثر على حياة التقشف التي يحياها السيستاني. فهو نادرا ما يأكل اللحم، مصرا على وجبة الفلاحين المكونة من اللبن الرائب والارز. وحين مرض ذات مرة، كما يقول الشيخ الصغير "أحد اتباعه" جلب له أحد مساعديه عصير فواكه ليشربه فرفض وقال: "الناس لا يجدون ماء ليشربوه، وانت تجلب لي العصير؟ لا"، وحين تعطل مكيف الهواء في منزله، كما تقول رواية تردد في النجف جلب له اتباعه مكيفا جديدا غير مزعج. لكنه اصر بدلا من ذلك، على اصلاح المكيف القديم واعطاء الجديد لعائلة فقيرة. وحين سافر السيستاني "74 عاما"، إلى لندن لعلاج قلبه وضعته مؤسسة الخوئي الغنية "التي يقال انه يسيطر عليها" في منزل ريفي مريح في مايفير، وهناك امر بإزالة السرير المزدوج ونام على فرشة على الأرض، طبعا التقرير كان يحمل الكثير من المعلومات عن الطريقة الخاصة التي يعيشها السيستاني، فمن يذهب إلى النجف يتفاجأ ان المنزل الذي يسكنه السيستاني من الطين في حي شعبي قديم، وكان أيام صدام محاطا بالمباحث إذ يوصلون التقارير عن الرجل وعن الزائرين إلى المخابرات العراقية في المحافظة وفي بغداد. السؤال الذي يفرض نفسه، كيف عاش، وكيف هو الآن يعيش وكيف كان يعيش صدام؟ الوضع في العراق لم يتغير على المرجع السيستاني بل زاده مسئولية، فهو لم يرشح احدا من اقربائه ولم يتصدر زعامة رئاسة العراق ولم يقم بتغيير عيشه لا قبل الاحتلال ولا بعده "انه يرفض ان يقابل أي مسئول اميركي". وينادي دائما بأن الانتخابات هي طريق لازالة الاحتلال، السيستاني لا يدعو إلى دروشة والدليل انه سافر إلى لندن للعلاج ويشرف على مؤسسات السيد الخوئي الخيرية والثقافية في العالم ويتواصل مكتبه مع العالم بالانترنت لكنه ايضا في المقابل يعيش عيشة القادة الرمزيين ذوي الكارزمية الكبرى "لكي لا يتبيغ الفقير من فقره" تماما كما كان يعيش علي ابن أبي طالب "ع" فهو القائل "وهيهات ان يغلبني هواي او يقودني جشعي إلى تخير الاطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له بالقرص ولا عهد له بالشبع". ويخاطبنا قائلا: "الا انكم لن تقدروا على ذلك ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد". مشاركة 59 في المئة من الناخبين يعكس خسران الرهان للخطاب الصدري ووعي وذكاء الخطاب السيستاني. السيستاني دعم مشاركة المرأة في الانتخابات ويدعو إلى اشراك كل أطياف المجتمع العراقي في الحكومة وصياغة الدستور.