رفيق الصمت
New member
- إنضم
- 8 يونيو 2005
- المشاركات
- 7,876
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
السلام عليكم
قصه حلوه
لم أحببها يوما...ولكني تزوجتها ارضاءً لأمي ورغبتها الشديدة في ارتباطي بها...بعد ان اعجبت بحسن اخلاقها واكثرت من مدحها....
رغم انها لم تكن الزوجه التي كنت اطمح بالارتباط بها والتي سأعيش معها حياه مليئه بالمسؤوليه والعقلانيه وقوة الاراده لمواجهة عقبات الحياه والتعايش في احسن وضع....
كانت لاتزال شابه وفي السابعة عشر من عمرها....
وهل ينقصني طفله حتى اربيها؟؟..انها طفله بحق..فعندما شاهدتها اول مره واتضح لي فارق السن الكبير بيني وبينها..فرأيت صغرها والبراءة التي ترتسم في عينيها رغم جمالها ورقة اسلوبها..
الا ان ذلك اصابني بالاحباط...
فقد بدت لي كما تبدو كل فتاة مراهقه بهذا السن...لاتستطيع تحمل مسؤولية نفسها حتى تتحمل مسؤوليات الحياه...
تحب التملك و"الفشخره" والعيش كما بدى لها من الرخاء والترف في ريعان الشباب...
تزوجت بها وعن غير رضى...وكانت بداية مرحلة حياتي معها والتي لطالما تشائمت بعيشتي معها بعد انعدام حلمي في فتاة أحلامي...
لكني شاهدت معها ما اثبت لي العكس تماما!!
حينما كنت اعود من العمل واراها قائمة باشغال البيت منذ الصباح..
تطبخ وتكنس وتنظف بكل اجتهاد..وانا الذي كنت احسبها مجبره على هذا بسبب دورها كزوجه يحتم عليها العمل المنزلي وان كان عن غير رضى...
الا انها كانت تقابلني بوجهها البشوش لتأخذ مني حاجياتي وتعد لي طعام الغداء في اسرع وقت...
ذهلت لذلك..وظننت انها تحاول الوصول الى المثاليه...
الا انني مازلت اعتقد بأنها مراهقه ابنة السبعة عشر ربيعا ولا تستطيع تحمل المسؤوليات مهما حاولت في ذلك...
لذلك..لم اكن اعطها أي اعتبار ....وكنت اخرج واتأخر عن العوده الى المنزل كما اشاء دون ان اخبرها...
لاعود الى منزلنا وارى النوم يجافي عينيها من خوفها علي...فتسألني بقلق عن اسباب تأخري...واتجاهلها ظنا مني بأنه ليس لها استشاره في اموري الخاصه...
تمر الأيام..لتثبت لي ما كنت اجهله عن...زوجتي الصغيره
حينما كنت انتظر اليوم الذي سننتقل فيه من شقتنا الصغيره متى تيسر لنا الحال وتوافرت لنا الأموال...
حرصت على أن اجمع وأتدين الكثير من المبالغ الماليه حتى ابني بيتا كبيرا يسعنا ويكفي أن يضمنا انا وزوجتي وابنائي في المستقبل...
تحقق حلمي...بعد أن قمت ببناء وتأثيث منزلنا الجديد وذلك بفضل الله ثم عرق جبيني....
وقبل ان ننتقل للعيش فيه..حصلت الفاجعه الغير متوقعه!!
لقد احترق المنزل بكل مافيه من اثاث ولم يبقى منه شيء سوى الرماد....
كانت صدمة كبيــــره بالنسبة لي فبعد هذا الجهد والتعب الذي بذلته كله ذهب سدى...
أخبرت زوجتي بالحادثه المؤسفه....فأذهلتني بصبرها وجلدها حينما قالت بهدوء:
"حسبي الله ونعم الوكيل"
لقد كانت مليئة بالصبر وقوة التحمل في المصائب...إذ لم أتوقع منها هذا الرد أبدا بل كنت اجزم بأنها ستصاب بانهيار عصبي إذا علمت بالأمر ....
لكنها زوجتـــي الصبوره....
بعد أن مرت شهور على هذه الحادثه...
جاءتني يوما وهي تحمل بيدها صندوقا خشبي...
جلست بقربي في السرير وهمست:
"حبيبي...لقد جمعت لك مبلغ كافي لأن يعوض عليك خسارتك في احتراق المنزل....."
صعقت لما اسمعه!!
لكنها أكملت حديثها:
".. بعت جميع أطقمي من الذهب والألماس والتي جاءتني كهدايا بعد زفافي.. وقمت انا ووالدتي بدوريه ماليه حصلنا من وراءها على مبلغ زهيد...وها انا جمعت لك كافة المبالغ التي استطعت الحصول عليها لأضعها بين يديك ياعزيزي حتى تساندك في أزمتك فأرجو أن تقبلها...وان كنت قصرت في حقك لأنك تستحق أكثر من ذلك..."
كنت مذهولا جدا مما اسمعه...حتى عجز لساني عن التحدث وكادت دمعتي أن تخونني لشدة تأثري بالموقف...
قلت بصوت مبحوح يكاد أن يختفي:
"آسف لا استطيع تقبلها..فعزة نفسي تحتم علي عدم تقبل أي مساعده ماليه من..."
قاطعتني وقد تشنجت ملامح وجهها الجذابه:
"حتى من زوجتك التي تعيش معك بسقف واحد والتي مستقبلها يرتبط بمستقبلك؟؟..عزيزي إن مساعدتي هذه هي دعم لمستقبلنا نحن الاثنين...فالمنزل كان سيحوينا معا والمصبيه ستحوينا معا أيضا...ومافائدتي كزوجه إن لم أقم بمعاونة زوجي في مصابه ؟؟..."
لم اعرف ماذا افعل سوى أن احضنها و لأول مره..
حضنتها وقلبي يتدفق حبا لها...
وأمسكت يدها الحانيه لأقبلها اصبعا اصبعا...
وهمست لها من عمق قلبي:
"احبــك ياحبيبتي احبـــــك...ولايهمني سوى أن تبقي معي طوال عمري..فأنت سندي الذي يقومني..وبدونك لا اعلم ماذا كنت سأفعل.....فلتسكني قلبي للابد..."
احمرت وجنتيها خجلا وبابتسامة مشرقه:
"لم يعد يهم أن يكون لنا منزلا يجمعنا ...بل ما أريده هو قلبا وروحا واحده تربطنا..."
الآن عرفت قيمة الزوجه التي وهبني الله بها...
فرغم صغرها...من كان سيعلم بأنها بهذا القدر من النبوغ والتضحيه....؟
انها مثال رائع على الزوجه المخلصـــه..
الزوجـــــــه المضحيـــه...
والزوجه المحـــبه لزوجها.....
منقوله
وشكراً...
قصه حلوه
لم أحببها يوما...ولكني تزوجتها ارضاءً لأمي ورغبتها الشديدة في ارتباطي بها...بعد ان اعجبت بحسن اخلاقها واكثرت من مدحها....
رغم انها لم تكن الزوجه التي كنت اطمح بالارتباط بها والتي سأعيش معها حياه مليئه بالمسؤوليه والعقلانيه وقوة الاراده لمواجهة عقبات الحياه والتعايش في احسن وضع....
كانت لاتزال شابه وفي السابعة عشر من عمرها....
وهل ينقصني طفله حتى اربيها؟؟..انها طفله بحق..فعندما شاهدتها اول مره واتضح لي فارق السن الكبير بيني وبينها..فرأيت صغرها والبراءة التي ترتسم في عينيها رغم جمالها ورقة اسلوبها..
الا ان ذلك اصابني بالاحباط...
فقد بدت لي كما تبدو كل فتاة مراهقه بهذا السن...لاتستطيع تحمل مسؤولية نفسها حتى تتحمل مسؤوليات الحياه...
تحب التملك و"الفشخره" والعيش كما بدى لها من الرخاء والترف في ريعان الشباب...
تزوجت بها وعن غير رضى...وكانت بداية مرحلة حياتي معها والتي لطالما تشائمت بعيشتي معها بعد انعدام حلمي في فتاة أحلامي...
لكني شاهدت معها ما اثبت لي العكس تماما!!
حينما كنت اعود من العمل واراها قائمة باشغال البيت منذ الصباح..
تطبخ وتكنس وتنظف بكل اجتهاد..وانا الذي كنت احسبها مجبره على هذا بسبب دورها كزوجه يحتم عليها العمل المنزلي وان كان عن غير رضى...
الا انها كانت تقابلني بوجهها البشوش لتأخذ مني حاجياتي وتعد لي طعام الغداء في اسرع وقت...
ذهلت لذلك..وظننت انها تحاول الوصول الى المثاليه...
الا انني مازلت اعتقد بأنها مراهقه ابنة السبعة عشر ربيعا ولا تستطيع تحمل المسؤوليات مهما حاولت في ذلك...
لذلك..لم اكن اعطها أي اعتبار ....وكنت اخرج واتأخر عن العوده الى المنزل كما اشاء دون ان اخبرها...
لاعود الى منزلنا وارى النوم يجافي عينيها من خوفها علي...فتسألني بقلق عن اسباب تأخري...واتجاهلها ظنا مني بأنه ليس لها استشاره في اموري الخاصه...
تمر الأيام..لتثبت لي ما كنت اجهله عن...زوجتي الصغيره
حينما كنت انتظر اليوم الذي سننتقل فيه من شقتنا الصغيره متى تيسر لنا الحال وتوافرت لنا الأموال...
حرصت على أن اجمع وأتدين الكثير من المبالغ الماليه حتى ابني بيتا كبيرا يسعنا ويكفي أن يضمنا انا وزوجتي وابنائي في المستقبل...
تحقق حلمي...بعد أن قمت ببناء وتأثيث منزلنا الجديد وذلك بفضل الله ثم عرق جبيني....
وقبل ان ننتقل للعيش فيه..حصلت الفاجعه الغير متوقعه!!
لقد احترق المنزل بكل مافيه من اثاث ولم يبقى منه شيء سوى الرماد....
كانت صدمة كبيــــره بالنسبة لي فبعد هذا الجهد والتعب الذي بذلته كله ذهب سدى...
أخبرت زوجتي بالحادثه المؤسفه....فأذهلتني بصبرها وجلدها حينما قالت بهدوء:
"حسبي الله ونعم الوكيل"
لقد كانت مليئة بالصبر وقوة التحمل في المصائب...إذ لم أتوقع منها هذا الرد أبدا بل كنت اجزم بأنها ستصاب بانهيار عصبي إذا علمت بالأمر ....
لكنها زوجتـــي الصبوره....
بعد أن مرت شهور على هذه الحادثه...
جاءتني يوما وهي تحمل بيدها صندوقا خشبي...
جلست بقربي في السرير وهمست:
"حبيبي...لقد جمعت لك مبلغ كافي لأن يعوض عليك خسارتك في احتراق المنزل....."
صعقت لما اسمعه!!
لكنها أكملت حديثها:
".. بعت جميع أطقمي من الذهب والألماس والتي جاءتني كهدايا بعد زفافي.. وقمت انا ووالدتي بدوريه ماليه حصلنا من وراءها على مبلغ زهيد...وها انا جمعت لك كافة المبالغ التي استطعت الحصول عليها لأضعها بين يديك ياعزيزي حتى تساندك في أزمتك فأرجو أن تقبلها...وان كنت قصرت في حقك لأنك تستحق أكثر من ذلك..."
كنت مذهولا جدا مما اسمعه...حتى عجز لساني عن التحدث وكادت دمعتي أن تخونني لشدة تأثري بالموقف...
قلت بصوت مبحوح يكاد أن يختفي:
"آسف لا استطيع تقبلها..فعزة نفسي تحتم علي عدم تقبل أي مساعده ماليه من..."
قاطعتني وقد تشنجت ملامح وجهها الجذابه:
"حتى من زوجتك التي تعيش معك بسقف واحد والتي مستقبلها يرتبط بمستقبلك؟؟..عزيزي إن مساعدتي هذه هي دعم لمستقبلنا نحن الاثنين...فالمنزل كان سيحوينا معا والمصبيه ستحوينا معا أيضا...ومافائدتي كزوجه إن لم أقم بمعاونة زوجي في مصابه ؟؟..."
لم اعرف ماذا افعل سوى أن احضنها و لأول مره..
حضنتها وقلبي يتدفق حبا لها...
وأمسكت يدها الحانيه لأقبلها اصبعا اصبعا...
وهمست لها من عمق قلبي:
"احبــك ياحبيبتي احبـــــك...ولايهمني سوى أن تبقي معي طوال عمري..فأنت سندي الذي يقومني..وبدونك لا اعلم ماذا كنت سأفعل.....فلتسكني قلبي للابد..."
احمرت وجنتيها خجلا وبابتسامة مشرقه:
"لم يعد يهم أن يكون لنا منزلا يجمعنا ...بل ما أريده هو قلبا وروحا واحده تربطنا..."
الآن عرفت قيمة الزوجه التي وهبني الله بها...
فرغم صغرها...من كان سيعلم بأنها بهذا القدر من النبوغ والتضحيه....؟
انها مثال رائع على الزوجه المخلصـــه..
الزوجـــــــه المضحيـــه...
والزوجه المحـــبه لزوجها.....
منقوله
وشكراً...