[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
ومِنْ أُمّةٍ بالرَّقْصِ للدُّونِ تَبْدَأُ=وجُلُّ نُفوسِ القومِ بالهُونِ تَصْدَأُ
يُؤنِّبُها مِنْ وَخْزَةٍ في ضميرِها=تَرَدٍّ بها لكِنَّ هيهاتِ تَمْرَأُ!
تهيمنُ أجواءُ التخلُّفِ مذ هوت=على صُعُدٍ من حالِها الدينُ أسوأُ
على عمدٍ رَخْوِ البناءِ تعكّزت=على مثلِ عُكّازِ الهوى مُتَوَكّأُ
تَفَشّى انْحِطاطٌ في مفاصلِ وَعْيِها=ومِنْ دونِ شَرْعِ اللهِ فالحُكْمُ يَهْرَأُ
تعيشُ على جُبْنٍ لِجَهْلٍ مُرَكَّبٍ=ومِنْ حالِها حتى النَّسانيسِ تَهْزَأُ!
فلا فرقَ يبدو بين راضٍ وساكتٍ=وكُلٌّ على ذي شُكْلَةٍ يَتَوَطَّأُ
أوا عجبا من أمةٍ ما تعلّمت=وفي جهلِكم يا حاكمي العُرْبَ فاخسؤوا
بمقعدِهم من سِفلةٍ بصدارةٍ=تفوقُ مجاميعَ الغباءِ تبوّؤا
يعيشون ماضينا بلا حاضرٍ لهم=لمستقبلٍ ما للعُلا فيه موطئُ
على رأسِهم طاوسُ يمتلكُ القِوى=يُفَتِّرُ من عزمِ الحرارِ ويفثأُ
تصدّى لحكمِ الناسِ من ليس أكفأُ=إذا هو من آمالِها يتبرّأُ
يسوسُ بما لم يأتِ في دينِ أحمدٍ=ومن خشيةِ الجبارِ ما عاد يعبأُ
ولما تُحرِّك نخوةٌ فيكَ ساكنا=فجلُّ الذي من أمةٍ يتلكّأُ
هي الأمةُ الكُبرى بحجم مجرّةٍ=ولكنها الدُّنيا ولا حين تَجْزَأُ
بمأساتِها تشكو اختلافا لعُمقِه=تَشظّى دويلاتٍ بها تتجزّأُ
تعيشُ على حدِّ الهوانِ فريسةً=لأهواءِ حكمٍ شاملٍ فيه تفتؤ
تَلَوّتْ على أَرْضٍ لها نَحْرَ نَعْجَةٍ=وما كانَ إلاّ البَحْرَ بالشَّجْبِ تَمْلأُ
تَشُدُّ على البَطْنِ اليَدَيْنِ فأَشْبَكَتْ=لَعَلَّ بها الأمْعاءَ تُلْهَى فتَمْرَأُ!
كما امْتَهَنَتْ لَعْقَ الأياديْ ولَحْسَها=فتَجْتَرُّ من ذَيّاكَ أو تَتَقَيّأُ
غفت زمنا حتى اسْتطابت شخيرَها=كأنّ بإغفاءٍ مِنَ السَّعْيِ تَبْرأُ
فلمّا صَحَتْ من حُرْقَةٍ في جِراحِها=أقامت لها في النّاسِ مَشْفىً وَتُنْشِئُ
أَيُسْعِفُها مِمّا أتى مُتَأخِّرا=سِوى أنّها للقائمِ اليومَ تَلْجَأُ
بأَهْدابِ عَيْنٍ طالما قد تَعَلَّقَتْ=ومِنْ أَلَقٍ في مُقْلَةٍ تَتَدَفَّأُ
وعند اسْمِه الميمونِ جدا تفاءلت=ومن غُرَّةٍ في وجهِه تتضوّأُ
وكمْ سُفُنٍ للحقِّ تَفْقُدُ وُجْهَةً=وبَوْصَلَةٌ ضاعت إذا عَزَّ مَرْفَأُ
فما بالُ مّهْدِيٍّ عَنِ الدَّارِ غائبٌ؟=إذِ العيشُ بعدَ الهجرِ ما عادَ يَهْنَأُ
تعطّشتِ اليومَ الشِّياعُ إلى الهُدى=ونارُ الجوى من حِدّةِ الوَجدِ تحضأُ
مَلَكْتَ قُلوبَ الوالهين إذا صَبَوْا=كما في ظِلالِ المُلتقى تَتَفَيَّأُ
وأَشْعَلْتَ نارَ الشَّوْقِ في الحّقِّ لَوْعَةً=ومن سِلْمِ بَرْدٍ في مُحيّاكَ تُطْفَأُ
ألم ترَ أنّ الأرضَ تشكو خيانةً=بمن أُمِنوا لمّا هو الكِبرُ ينتأُ
تعاضد أهلُ الفُسقِ حتى تأبلسوا=وفي عُهدةِ الشيطانِ فالنفسُ تمسأُ
تنجّستِ المعمورةُ اليومَ مِنْ خناً=ومِنْ طُهْرِ نورٍ حَسْبُها تتوضّأُ
كما اتَّسَختْ دون النَظافةِ تنتشي=منابتُ إفسادٍ مِنَ الرِّجسِ تكلأُ
وأَحْدَقَتِ الأخطارُ بالشَّرْعِ لم تزلْ=ولولاكَ ما للحقِّ درعٌ فيَدْرَأُ
فما كاد يمضي للسماءِ مُحَمَّدٌ=بدا خِرَقا من هتكِه يتفسّأُ
وما كان أمرُ الدينِ عنكَ بغائبٍ=ومن صفحاتِ الطَّفِّ للسِّبْطِ يُقْرَأُ
تَجَرَّأُ شِمْرٌ وارْتقى صَدْرَ أحمدٍ=وما زال بالصَّمْصامِ للقَرْحِ يَنْكَأُ
فهيهاتَ مِنْ بَعْدِ الدَّمِ الجُرْحُ يَظْمَأُ=ومن طَلَبٍ بالثأْرِ لا حينَ يَهْدَأُ
مِنَ الدَّاءِ ما اسْتعصى بتَشْخيصِ حالةٍ=وما كان مِنْ داءٍ سِوى بِكَ يَبْرَأُ
لقد يَبِسَ الإزهارُ من عودِ حُلْمِنا=ومِنْ فَرَجٍ يَبْتَلُّ إذ أنتَ تَطْرَأُ
تُراكَ ترانا سيِّدي ونراكَ إذ=نشرْتَ لواءَ الحقِّ بالعدلِ تملأُ
رَفَعْتَ به سَمْكَ العدالةِ فاسْتوى=فقامَ بها الحُكمُ النَّزيهُ المُبَرَّأُ
وحُكْمُ العِدى يومَ الظُّهورِ بقبضةٍ=مِنَ البأسِ فولاذيّةٍ يَتَهَرَّأُ
لدى الكعبةِ الأوثانَ مِمّا لحَيْدَرٍ=طَرَحْتَ بها أرضا وبالنَّعْلِ توطَأُ
فإنا وربّي منكَ رَهْنُ إشارةٍ=لكَ الأمرَ أَعْدَدْنا وحَسْبُكَ تومئُ
ومن قال أنّ الحقَّ يوما سينتهي=فما هو إلا واهمٌ وهْو مُخطئُ؟
سيأتيكَ حينا من سُليمانَ هُدْهُدٌ=فيُخْبِرُ عن ساعِ انْفراجٍ ويُنْبئُ
إذا ظهر المهديُّ فالغيُّ زاهقٌ=ومن بعدُ لا يُغني الشياطينَ مخبأُ
هو القائمُ الموعودُ من وِلْدِ فاطمٍ=تخفّى ومن قبلٍ وليدا يُخَبّأُ
ويشتدُّ عودُ الدينِ بعد رخاوةٍ=وينمو ومِمّا حولَه شاكَ يشنأُ
ويورقُ من بعدِ الذُبولِ مُزَهِّرا=براعمُه الورديةُ الزَّهرِ تشطأُ
فيحرثُ أرضَ الكادحين بصبرِه=يُسمِّدُها بالدَّمِّ بالطُّهرِ يذرأُ
فيخصبُ جدبُ النفسِ مهما تقحّلت=وتخضرُّ من قِطرِ الهُداةِ وتحنأُ
يدكُّ صروحَ الظلمِ بالقِسطِ دكّةً=ويمحو وما من ماردٍ بعدُ يجرأُ
فإن عاد فرعونٌ فموسى بإثرِه=لديه عصا فاضربْ بها يتوكّأُ
فيَنْتِفُ إجحافا ويَجْدَعُ باطلا=ويصلبُ طُغيانا وللرِّقِّ يفقأُ
ويكنسُ ما شاهوا بكفِّ طهارةٍ=ويقذفُ في قُعرِ الجحيمِ ويحطأُ
ثقيلٌ علينا في الزمانِ غِيابُه=فحتى متى الموعودُ بالعهدِ ينسأُ
فقد أنشبت فينا الرزايا مخالبا=لتَفْتَرِسَ الآمالَ ما الشؤمُ يصبأُ
فشحَّ تلاقينا وبحَّ دعاؤنا=بنُدْبتِه أو بالتّوَسُّلِ يقنأُ
وبالمَخْرجِ المهديُّ من طولِ غيبةٍ=مِنَ السُّلحفاةِ اليومَ للوعدِ أبطأُ
ومن أفضلِ الأعمالِ فهْو انتظارُه=ومن آثرت إلا الدُّعا فهْي تُخْطئُ
فواحدةٌ تُحييْ وأُخرى تُميتُها=تضاربتِ الأنباءُ والجهلُ منشأُ
إذِ انْبثقَ الوعدُ الإلهيُّ دولةً=ومن أملٍ شيئا فشيئا سيَضْوَأُ
فقام على الإحياءِ من بركاتِها=إلى الحُجّةِ التمهيدُ والنصرُ يَرْبَأُ
بما أوتي الأنصارُ من قوةٍ به=فما من عدوٍّ حاد إلا ويجنأُ
ومن وَهْجِ فكرٍ تنسجُ الوعيَ ثورةً=ومن نحرِ سبطٍ بالدِّما تتحنّأُ
تَقَلّدَتِ التغييرَ من أجلِ نهضةٍ=تَعُمُّ ومن أهلِ البِغا تتبرَّأُ
فإن فجّرتْ بالناسِ وعيا وصحوةً=تمدُّ بلا حدٍّ بنصرٍ وتَكْمَأُ
فرصّوا صفوفَ المسلمين جميعُكم=فغايتُنا الإسلامُ والحقُّ مبدأُ[/poem]
ومِنْ أُمّةٍ بالرَّقْصِ للدُّونِ تَبْدَأُ=وجُلُّ نُفوسِ القومِ بالهُونِ تَصْدَأُ
يُؤنِّبُها مِنْ وَخْزَةٍ في ضميرِها=تَرَدٍّ بها لكِنَّ هيهاتِ تَمْرَأُ!
تهيمنُ أجواءُ التخلُّفِ مذ هوت=على صُعُدٍ من حالِها الدينُ أسوأُ
على عمدٍ رَخْوِ البناءِ تعكّزت=على مثلِ عُكّازِ الهوى مُتَوَكّأُ
تَفَشّى انْحِطاطٌ في مفاصلِ وَعْيِها=ومِنْ دونِ شَرْعِ اللهِ فالحُكْمُ يَهْرَأُ
تعيشُ على جُبْنٍ لِجَهْلٍ مُرَكَّبٍ=ومِنْ حالِها حتى النَّسانيسِ تَهْزَأُ!
فلا فرقَ يبدو بين راضٍ وساكتٍ=وكُلٌّ على ذي شُكْلَةٍ يَتَوَطَّأُ
أوا عجبا من أمةٍ ما تعلّمت=وفي جهلِكم يا حاكمي العُرْبَ فاخسؤوا
بمقعدِهم من سِفلةٍ بصدارةٍ=تفوقُ مجاميعَ الغباءِ تبوّؤا
يعيشون ماضينا بلا حاضرٍ لهم=لمستقبلٍ ما للعُلا فيه موطئُ
على رأسِهم طاوسُ يمتلكُ القِوى=يُفَتِّرُ من عزمِ الحرارِ ويفثأُ
تصدّى لحكمِ الناسِ من ليس أكفأُ=إذا هو من آمالِها يتبرّأُ
يسوسُ بما لم يأتِ في دينِ أحمدٍ=ومن خشيةِ الجبارِ ما عاد يعبأُ
ولما تُحرِّك نخوةٌ فيكَ ساكنا=فجلُّ الذي من أمةٍ يتلكّأُ
هي الأمةُ الكُبرى بحجم مجرّةٍ=ولكنها الدُّنيا ولا حين تَجْزَأُ
بمأساتِها تشكو اختلافا لعُمقِه=تَشظّى دويلاتٍ بها تتجزّأُ
تعيشُ على حدِّ الهوانِ فريسةً=لأهواءِ حكمٍ شاملٍ فيه تفتؤ
تَلَوّتْ على أَرْضٍ لها نَحْرَ نَعْجَةٍ=وما كانَ إلاّ البَحْرَ بالشَّجْبِ تَمْلأُ
تَشُدُّ على البَطْنِ اليَدَيْنِ فأَشْبَكَتْ=لَعَلَّ بها الأمْعاءَ تُلْهَى فتَمْرَأُ!
كما امْتَهَنَتْ لَعْقَ الأياديْ ولَحْسَها=فتَجْتَرُّ من ذَيّاكَ أو تَتَقَيّأُ
غفت زمنا حتى اسْتطابت شخيرَها=كأنّ بإغفاءٍ مِنَ السَّعْيِ تَبْرأُ
فلمّا صَحَتْ من حُرْقَةٍ في جِراحِها=أقامت لها في النّاسِ مَشْفىً وَتُنْشِئُ
أَيُسْعِفُها مِمّا أتى مُتَأخِّرا=سِوى أنّها للقائمِ اليومَ تَلْجَأُ
بأَهْدابِ عَيْنٍ طالما قد تَعَلَّقَتْ=ومِنْ أَلَقٍ في مُقْلَةٍ تَتَدَفَّأُ
وعند اسْمِه الميمونِ جدا تفاءلت=ومن غُرَّةٍ في وجهِه تتضوّأُ
وكمْ سُفُنٍ للحقِّ تَفْقُدُ وُجْهَةً=وبَوْصَلَةٌ ضاعت إذا عَزَّ مَرْفَأُ
فما بالُ مّهْدِيٍّ عَنِ الدَّارِ غائبٌ؟=إذِ العيشُ بعدَ الهجرِ ما عادَ يَهْنَأُ
تعطّشتِ اليومَ الشِّياعُ إلى الهُدى=ونارُ الجوى من حِدّةِ الوَجدِ تحضأُ
مَلَكْتَ قُلوبَ الوالهين إذا صَبَوْا=كما في ظِلالِ المُلتقى تَتَفَيَّأُ
وأَشْعَلْتَ نارَ الشَّوْقِ في الحّقِّ لَوْعَةً=ومن سِلْمِ بَرْدٍ في مُحيّاكَ تُطْفَأُ
ألم ترَ أنّ الأرضَ تشكو خيانةً=بمن أُمِنوا لمّا هو الكِبرُ ينتأُ
تعاضد أهلُ الفُسقِ حتى تأبلسوا=وفي عُهدةِ الشيطانِ فالنفسُ تمسأُ
تنجّستِ المعمورةُ اليومَ مِنْ خناً=ومِنْ طُهْرِ نورٍ حَسْبُها تتوضّأُ
كما اتَّسَختْ دون النَظافةِ تنتشي=منابتُ إفسادٍ مِنَ الرِّجسِ تكلأُ
وأَحْدَقَتِ الأخطارُ بالشَّرْعِ لم تزلْ=ولولاكَ ما للحقِّ درعٌ فيَدْرَأُ
فما كاد يمضي للسماءِ مُحَمَّدٌ=بدا خِرَقا من هتكِه يتفسّأُ
وما كان أمرُ الدينِ عنكَ بغائبٍ=ومن صفحاتِ الطَّفِّ للسِّبْطِ يُقْرَأُ
تَجَرَّأُ شِمْرٌ وارْتقى صَدْرَ أحمدٍ=وما زال بالصَّمْصامِ للقَرْحِ يَنْكَأُ
فهيهاتَ مِنْ بَعْدِ الدَّمِ الجُرْحُ يَظْمَأُ=ومن طَلَبٍ بالثأْرِ لا حينَ يَهْدَأُ
مِنَ الدَّاءِ ما اسْتعصى بتَشْخيصِ حالةٍ=وما كان مِنْ داءٍ سِوى بِكَ يَبْرَأُ
لقد يَبِسَ الإزهارُ من عودِ حُلْمِنا=ومِنْ فَرَجٍ يَبْتَلُّ إذ أنتَ تَطْرَأُ
تُراكَ ترانا سيِّدي ونراكَ إذ=نشرْتَ لواءَ الحقِّ بالعدلِ تملأُ
رَفَعْتَ به سَمْكَ العدالةِ فاسْتوى=فقامَ بها الحُكمُ النَّزيهُ المُبَرَّأُ
وحُكْمُ العِدى يومَ الظُّهورِ بقبضةٍ=مِنَ البأسِ فولاذيّةٍ يَتَهَرَّأُ
لدى الكعبةِ الأوثانَ مِمّا لحَيْدَرٍ=طَرَحْتَ بها أرضا وبالنَّعْلِ توطَأُ
فإنا وربّي منكَ رَهْنُ إشارةٍ=لكَ الأمرَ أَعْدَدْنا وحَسْبُكَ تومئُ
ومن قال أنّ الحقَّ يوما سينتهي=فما هو إلا واهمٌ وهْو مُخطئُ؟
سيأتيكَ حينا من سُليمانَ هُدْهُدٌ=فيُخْبِرُ عن ساعِ انْفراجٍ ويُنْبئُ
إذا ظهر المهديُّ فالغيُّ زاهقٌ=ومن بعدُ لا يُغني الشياطينَ مخبأُ
هو القائمُ الموعودُ من وِلْدِ فاطمٍ=تخفّى ومن قبلٍ وليدا يُخَبّأُ
ويشتدُّ عودُ الدينِ بعد رخاوةٍ=وينمو ومِمّا حولَه شاكَ يشنأُ
ويورقُ من بعدِ الذُبولِ مُزَهِّرا=براعمُه الورديةُ الزَّهرِ تشطأُ
فيحرثُ أرضَ الكادحين بصبرِه=يُسمِّدُها بالدَّمِّ بالطُّهرِ يذرأُ
فيخصبُ جدبُ النفسِ مهما تقحّلت=وتخضرُّ من قِطرِ الهُداةِ وتحنأُ
يدكُّ صروحَ الظلمِ بالقِسطِ دكّةً=ويمحو وما من ماردٍ بعدُ يجرأُ
فإن عاد فرعونٌ فموسى بإثرِه=لديه عصا فاضربْ بها يتوكّأُ
فيَنْتِفُ إجحافا ويَجْدَعُ باطلا=ويصلبُ طُغيانا وللرِّقِّ يفقأُ
ويكنسُ ما شاهوا بكفِّ طهارةٍ=ويقذفُ في قُعرِ الجحيمِ ويحطأُ
ثقيلٌ علينا في الزمانِ غِيابُه=فحتى متى الموعودُ بالعهدِ ينسأُ
فقد أنشبت فينا الرزايا مخالبا=لتَفْتَرِسَ الآمالَ ما الشؤمُ يصبأُ
فشحَّ تلاقينا وبحَّ دعاؤنا=بنُدْبتِه أو بالتّوَسُّلِ يقنأُ
وبالمَخْرجِ المهديُّ من طولِ غيبةٍ=مِنَ السُّلحفاةِ اليومَ للوعدِ أبطأُ
ومن أفضلِ الأعمالِ فهْو انتظارُه=ومن آثرت إلا الدُّعا فهْي تُخْطئُ
فواحدةٌ تُحييْ وأُخرى تُميتُها=تضاربتِ الأنباءُ والجهلُ منشأُ
إذِ انْبثقَ الوعدُ الإلهيُّ دولةً=ومن أملٍ شيئا فشيئا سيَضْوَأُ
فقام على الإحياءِ من بركاتِها=إلى الحُجّةِ التمهيدُ والنصرُ يَرْبَأُ
بما أوتي الأنصارُ من قوةٍ به=فما من عدوٍّ حاد إلا ويجنأُ
ومن وَهْجِ فكرٍ تنسجُ الوعيَ ثورةً=ومن نحرِ سبطٍ بالدِّما تتحنّأُ
تَقَلّدَتِ التغييرَ من أجلِ نهضةٍ=تَعُمُّ ومن أهلِ البِغا تتبرَّأُ
فإن فجّرتْ بالناسِ وعيا وصحوةً=تمدُّ بلا حدٍّ بنصرٍ وتَكْمَأُ
فرصّوا صفوفَ المسلمين جميعُكم=فغايتُنا الإسلامُ والحقُّ مبدأُ[/poem]